كيف تستقبل البورصة المصرية تصريحات ساويرس حول سوق المال؟ - 2020-03-30
أهم الأخبار

في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة المصرية لدعم سوق المال بإصدار عدد من المحفزات ساعدت على تهدأة مخاوف انتشار كورونا بين المستثمرين، جاءت تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس حول سوق المال لتؤثر على تلك المخاوف مجدداً.

وحذر ساويرس، أمس، المستثمرين من التعجل في شراء الأسهم، قائلاً: إن أسعارها لم تصل بعد إلى القاع، وقد تخسر 10% من قيمتها الأسبوع المقبل، حسب توقعاته.

وأكد محللو أسواق المال، التأثير السلبي لهذه التصريحات في الوقت الذي تسعى فيه البورصة المصرية لالتقاط أنفاسها من مخاوف انتشار كورونا بدعم المحفزات الحكومية، مؤكدين إمكانية ارتدادها مجدداً بنهاية الأسبوع الجاري.

وخلال الفترة الماضية، اتخذت الحكومة المصرية حزمة من الإجراءات لدعم البورصة المصرية؛ والتي تتمثل في خفض ضريبة الدمغة، وخفض أسعار الغاز والكهرباء على المصانع والتي تنعش أداء معظم القطاعات.

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأسبوع الماضي، عن تخصيص نحو 20 مليار جنيه سيوفرها البنك المركزي لدعم البورصة المصرية.

وأكد رئيس قطاع تنمية الأعمال في بايونيرز محمد جاب الله، أن تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس من شأنها التأثير سلبياً على البورصة المصرية، مما قد يفقد السوق توازنه في الفترة الذي يحاول فيها السوق التماسك في ظل الدعم الحكومي.

وأشار جاب الله إلى أن انعكاس تصريحات ساويرس قد لا تمتد سوى خلال جلستين أو ثلاثة؛ ومن ثم قد يتماسك مع الدعم الحكومي ونرى اتجاهاً عرضياً، مؤكداً أن السوق قد وصل إلى قاعه بالفعل حول مستوى 8100 نقطة، وهو المستوى الذي انطلق منه قبل قرار التعويم.

وتابع جاب الله: "تصريحاته لن تفيد في الوقت الحالي سوى أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، ولكن قد يضر بمصلحه الكثيرين."

ومن جهته، قال أيمن فودة رئيس لجنة سوق المال بالمجلس الأفريقي، إن أمس شهد تصريحات متباينة، ففي الوقت الذي صدرت تصريحات عن محافظ المركزي من ناحية بأن الإجراءات الإصلاحية التي تمت على الاقتصاد المصري خلال الفترة الماضية من سياسات نقدية ومالية قادرة على دعم قطاعات الاقتصاد المختلفة لمجابهة توابع تأثير فيروس كورونا، بينما نجد على الجانب الآخر تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس عن الاقتصاد وسوق المال.

وتابع: أثارت تصريحات ساويرس جدل المستثمرين حول الاستثمار حالياً في الأسهم ومدى أمان الاستثمار بها، خاصة بعد تصريحاته بعدم شراء الأسهم في الوقت الحالي، وتوقعه بتراجع بعض الأسهم بنحو 10% بنهاية الأسبوع.

ولفت إلى أن التصريحات جاءت من مستثمر يعلم الجميع أنه تخارج من البورصة واتجه للاستثمار في الذهب، إلا أن متابعته للموقف جانبها الدقة لأن معظم المحللين والمتابعين كان وصاياهم بعدم ضخ سيولة جديدة في ظل الاتجاه الهابط الذي يسيطر على سوق الأسهم وعدم وصول بعض الأسهم إلى القاع بعد.

وأوضح أن تصريحات ساويرس قد تستقبل السوق في القاع الذي ينتظره بالفعل حول 8100 نقطة، وهو القاع السابق الذي تمكن من الارتداد منه بدعم المحفزات الحكومية بالأسبوع الماضي.

وأضاف: السوق في انتظار قاع خلال الأسبوع الجاري بين 9500 - 9400 نقطة، والذي يتمكن من الارتداد منه لقمة جديدة أعلى 10400 نقطة خلال الأسبوعين المقبلين، مع استمرار السيطرة على انتشار الفيروس في مصر.

وقال: "تصريحات ساويرس هي مجرد رأي ووجهة نظر تحترم، ولكنها مستندة على مؤشرات خارجية فقط أسقطت من حساباتها أي دعم للدولة لقطاع سوق المال، وهو الذي لم يبدأه البنك المركزي كصانع سوق يعمل لصالح السوق والمستثمرين، آملاً في تحقيق نسب ربحية عالية من الأسهم، وهو ما شهدناه بالفعل بارتفاع بعض الأسهم ما بين 20% - 30% خلال الأسبوع الماضي".

ومن جانبه، قال مايكل ممدوح نجيب مدير علاقات العملاء لدى إتش دبي لتداول الأوراق، إن البورصة لا تزال تتأثر بانتشار فيروس كورونا، وليست فقط تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس.

وأضاف مدير علاقات المستثمرين: "الأزمة لم تنتهِ بعد بالبورصة، وهو مجرد ارتداد".